التاريخ : 2022-06-07
المحاولات مستمرّة لإعادة تركيب عطر كليوباترا
الرأي نيوز - تُعتبر كليوباترا أشهر نساء العصور القديمة، وهذا ما دفع علماء الآثار إلى البحث عن الألغاز المرتبطة بحياة هذه الملكة المصرية الذائعة الصيت. وقد حاول باحثون من جامعة هاواي مؤخراً إلقاء الضوء على جانب خاص جداً من حياتها مرتبط بالعطر الذي كانت تستعمله، فما هي النتائج التي حققوها في هذا المجال؟
كانت كليوباترا، التي ولدت سنة 69 وتوفيت في العام 30 قبل الميلاد، حاكمة مصر وآخر الفراعنة المصريين منهيةً بذلك حكماً سلالياً دام 5000 عام. وقد شرع البروفسوران روبرت ليتمان وجاي سيلفرشتاين منذ العام 2012 بأبحاث حول العطور التي كانت هذه الملكة تستعملها، مستندين على دراسة موقع لتصنيع العطور الفرعونية وجدوه في أنقاض بلدة ثمويس المصريّة التي كانت تُعرف باسم تل التيماي.
ارتكزت هذه الأبحاث على دراسة زجاجات عطور وآنية تحتوي على بقايا عطر جافة. وقد تمّ الاتصال بين عالميّ الآثار والباحثين دورا غولدسميث وشون كوغلين الخبيرين في العطور المصريّة القديمة لاختبار وصفات مختلفة من العطور القديمة. كل ذلك بهدف إعادة إنتاج العطر الذي كانت الملكة كليوباترا تعتمده، وذلك من خلال الأساليب التقليديّة الموصوفة في النصوص القديمة. ففي القرن الرابع قبل الميلاد، كانت وصفات العطور المصريّة تُدوّن باللغة اليونانيّة أما في القرن الأول قبل الميلاد فظهرت بعض هذه الوصفات في نصوص لاتينيّة.
بعد الإطلاع على هذه الوثائق، وجد الباحثون عطرين كانا موضع تقدير خاص من جانب النخب المصريّة القديمة، هما "المنديسيان" و"الميتوبيان"، أما المكوّن الأساسي لهذين العطرين فهو المرّ المستخرج من صمغ الأشجار التي تنمو في منطقة أصبحت تُعرف اليوم باليمن. جمع الباحثون بين مكوّنات مختلفة وطبخوا العطور بأساليب متنوّعة ليتوصلوا في العام 2019 إلى تركيبة تختلط فيها التوابل مع المرّ، والهيل، وزيت الزيتون، والقرفة.
وقد قال عنه البروفسور "ليتمان" في بيان أصدره: "هذا العطر لم يسبق لأحد أن استنشقه منذ أكثر من 2000 عام".
تمّ تقديم هذا العطر لأول مرة في معرض "ملكات مصر" الذي أقيم في المتحف الوطني الجغرافي بواشنطن. ولكن بقيت الشكوك تطال دقّة تكوينه ولذلك قرر الباحثون القيام بتحليلات كيميائيّة إضافيّة من أجل إعادة تركيب العطر الذي يمكن أن تكون كليوباترا قد استعملته، أما خلاصة هذه الأبحاث فستتحول إلى عطر يتم عرضه هذا الصيف في متحف القاهرة.